باطـل من 4 وجـوهـ ...

قال أبو عبدالله غفر الله له:

ومن مساوئ الزمان، ومثالب هذا العصر والأوان، إسفاف بعضهم فيما يسمى
بالإس. إم. إس
(المعادل الموضوعي في هذا الوقت للحمام الزاجل عند المتقدمين، يقال لها مسج بلغة الفرنجة،
وهي وفقاً لقاموس ما يسمى بالتكنولوجيا؛ الرسائل النصية القصيرة في الهاتف الجوال).

وقد وصلتني إحداها فغضبت أيما غضب، حتى انتفخت أوداجي،
وأرغيت وازبدت، وما منعني أن أعيد شريحة هاتفي إلى الشركة احتجاجاً،
إلا تذكري، أن الحلم لائق بمن هو مثلي،
وجدير بمن يشبهني، فأمضيت الطناش، أي اعتمدت عدم الاكتراث،
وغلّبتُ اللامبالاة!

قيل لأبي عبدالله:
فما أغضبك رحمك الله؟!

فأخرج موبايله من جيبه، وأخفى "البراند نيم"، حتى لا يكون عرضه
لماركة خاصة إعلاناً عند مريديه، ثم فتح صندوق الوارد،

وقرأ:

"سعودية متزوجة منذ زمن،
سألها زوجها: حبيبتي، أفرحة أنتِ معي؟
فضحكت حتى بدت نواجذها.
فاستغرب الزوج، وسأل:
ما أضحكك؟!
فردت: لقد تذكرت الخطوط السعودية،
فهم يقولون في ختام كل رحلة:
"شكراً لاختياركم الخطوط السعودية"،
مع أننا لا خيار لنا غيرهم!

قال أبو عبدالله غفر الله له:

وهذا المسج باطلٌ من أربعة وجوه،

أولها:
أن من إنجازات المهندس خالد الملحم في الخطوط السعودية
أنه غيّر تلك العبارة إلى
" نعتز بخدمتكم"،

والوجه الثاني،
أن الخطوط السعودية لم تعد متفردة بالقرار، ونقل الناس في الأسفار،
بل يشاطرها جواً، الخيالة، وناس، أما براً، فيشاركها النقل الجماعي منذ زمن.

قال أحد التلاميذ: نص أبو عبدالله على النقل دون السكة الحديد، لأنه يتميز بكثافة النقاط
والمحطات، فيما لا تنقل الثانية -حتى الآن- إلا بين الرياض والدمام، وليس لأنه مساهم
في "النقل"، كما يزعم بعض ضعاف القلوب.

قال نفع الله به: أما الوجه الثالث من وجوه بطلان هذا المسج،
فهو قول الرجل السعودي لزوجته: حبيبتي،
وهذا أندر من الكبريت الأحمر، والنادر لا حكم له،
ولا مسج فيه.

ورابع الوجوه
أن المرأة السعودية، اليوم، باتت أقوى من ذي قبل،
بدلالة ارتفاع نسب الطلاق في المملكة،
بما يفوق معظم دول العالم، وهو ما يدفع شبهة انعدام الخيارات.

والله أعلم.